يقول الشيخية انه لا بد من خروج المعارف الدينية من الظن
الى اليقين ليكون حكم الفقيه حكم الله و لا يكون ذلك الا باعتقاد تسديد الله تعالى
للفقيه ، و فيه انه لا ريب في وجوب ذلك ، الا ان ذلك لا يستلزم القول بتسديد
الفقيه ،كما ان الاعتقاد بتسديده لا ينفع لانه اعتقاد غير معصوم و فيه اشكال لانه
يجعله معصوما بالنهاية . و الطريق الى قطعية المعارف الدينية واضح فالادلة قطعية
حقيقة او تنزيلا بالنقل القطعي او النقل المحتف بالقرائن او بحكم التنزيل قولهم
عليهم السلام ( ما وافق القران فهو حديثي ) و اما ما يستفيده الفقيه من ظواهر الادلة فلا
بد ان تكون استفادة قطعية و لا يكتفى بالظهور اللغوي بل لا بد من تحقق الظهور
الشرعي و العلم بعدم المانع المحتمل بالقرائن المفيدة لذلك . هذا وان القول بتسديد الفقيه لا يخرج قائله من
التشيع كما ان القول بكون المعراج و المعاد بجسم غير هذا الجسم.
الأربعاء، 19 أكتوبر 2016
العصمة اختيار مسدد
قال
تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) و هي في التسديد و قال تعالى (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) و هي في التفويض . و اما من السنة
الدالة على الاختيار المسدد و التفويض فكثير فقد بلغنا عنهم عليهم السلام : وضع رسول الله صلى الله عليه وآله دية العين، ودية
النفس، وحرم النبيذ وكل مسكر، فقال له رجل: وضع رسول الله صلى الله عليه وآله من
غير أن يكون جاء فيه شئ ؟ قال: نعم ليعلم من يطيع الرسول ممن يعصيه * وإن الله عزوجل
فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا، وإن رسول
الله صلى الله عليه وآله أطعمه السدس، فأجاز الله جل ذكره له ذلك وذلك قول الله عزوجل: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " * إن
الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه صلى الله عليه وآله أمر دينه، فقال: " ما
آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فأما الخلق والرزق فلا، * حرم الله الخمر بعينها، وحرم رسول الله صلى
الله عليه وآله كل مسكر فأجاز الله ذلك، وكان يضمن على الله الجنة فيجيز الله ذلك
له، وذكر الفرائض فلم يذكر الجد فأطعمه رسول الله صلى الله عليه وآله سهما فأجاز
الله ذلك * حرم الله الخمر، وحرم رسول
الله صلى الله عليه وآله كل مسكر، فأجاز الله ذلك كله، وإن الله أنزل الصلاة، وإن
رسول الله صلى الله عليه وآله وقت أوقاتها، فأجاز الله له ذلك * حرم الله الخمر، وحرم
رسول الله صلى الله عليه وآله كل مسكر، فأجاز
الله ذلك له، وحرم الله مكة، وحرم رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة، فأجاز
الله كله له، وفرض الله الفرائض من الصلب، فأطعم رسول الله صلى الله عليه وآله
الجد، فأجاز ذلك كله له* إن الله عزوجل
أدب نبيه على محبته فقال: " وإنك لعلي خلق عظيم " ثم فوض إليه، فقال
عزوجل: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " وقال عزوجل: " من يطع الرسول فقد أطاع الله "
ثم قال: وإن نبي الله فوض إلى علي عليه السلام: وأتمنه فسلمتم وجحد الناس، * وإن رسول الله صلى الله
عليه وآله كان مسددا موفقا مؤيدا بروح
القدس لا يزل ولا يخطئ في شئ مما يسوس به الخلق، فتأدب بآداب الله، إن الله عزوجل
فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات، فأضاف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الركعتين
ركعتين، وإلي المغرب ركعة، فصارت عديلة الفريضة، لا يجوز تركهن إلا في سفر، وأفرد
الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر، فأجاز الله له ذلك كله الخبر .
اقول فالعصمة هي اختيار مسدد و هي درجتان الاولى التسديد الدائم و الثانية وهي
الاعلى التفويض .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)