بلغنا عنهم عليهم السلام : قال جبرئيل
لآدم (ع) في الحسين (ع) : ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغرعندها المصائب، فقال: يا أخي وما
هي ؟ قال: يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا ليس له ناصر ولا معين، ولو تراه يا آدم وهو
يقول: واعطشاه واقلة ناصراه، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان، - الى ان
قال- فبكى آدم وجبرئيل بكاء الثكلى. * أن آدم مر بكربلا فاغتم، وضاق صدره من غير سبب، وعثر
في الموضع الذي قتل فيه الحسين، حتى سال الدم من رجله، فرفع رأسه الى السماء وقال:
إلهي هل حدث مني ذنب آخر فعاقبتني به ؟ فاني طفت جميع الأرض، وما أصابني سوء مثل ما
أصابني في هذه الأرض. فأوحى الله إليه يا آدم ما حدث منك ذنب، ولكن يقتل في هذه الأرض
ولدك الحسين ظلما فسال دمك موافقة لدمه. * لما
أراد الله أن يهلك قوم نوح أوحى إليه، أن شق ألواح الساج فلما شقها لم يدر ما يصنع
بها، فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت بها مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف
مسمار، فسمر بالمسامير كلها السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير - الى ان قال- ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فزهر وأنار وأظهر النداوة،
فقال جبرئيل هذا مسمار الحسين فاسمره إلى جانب مسمار أبيه، فقال نوح: يا جبرئيل ما
هذه النداوة ؟ فقال هذا الدم، فذكر قصة الحسين عليه السلام
وما تعمل الامة به، فلعن الله قاتله وظالمه و خاذله. * أن إبراهيم
عليه السلام مر في أرض كربلاء وهو راكب فرسا فعثرت به وسقط إبراهيم وشج رأسه وسال دمه،
فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي أي شئ حدث مني ؟ فنزل إليه جبرئيل وقال: يا إبراهيم ما
حدث منك ذنب، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء، فسال دمك موافقة
لدمه. * أوحى الله عزوجل إليه: يا إبراهيم من أحب خلقي
إليك ؟ فقال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد، فأوحى الله إليه: أفهو
أحب إليك أم نفسك ؟ قال بل هو أحب إلي من نفسي، قال: فولده أحب إليك أم ولدك ؟ قال:
بل ولده، قال: فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أذبح ولدك بيدك في طاعتي
؟ قال: يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي، قال: يا إبراهيم فإن طائفة تزعم
أنها من امة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش، ويستوجبون
بذلك سخطي ; فجزع إبراهيم لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي، فأوحى الله عزوجل: يا إبراهيم
قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك
بجز عك على الحسين وقتله، و أوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب. * ان موسى
كان ذات يوم سائرا فلما جاء إلى أرض كربلا انخرق نعله، وانقطع شراكه، ودخل الخسك في
رجليه، وسال دمه، فقال: إلهي أي شئ حدث مني ؟ فأوحى إليه أن هنا يقتل الحسين عليه السلام
وهنا يسفك دمه، فسال دمك موافقة لدمه . * رؤي رسول الله صلى الله عليه واله يبكي فقيل: مم بكاؤك يا رسول الله فقال: إن جبرئيل أتاني وأخبرني
أن امتي تقتل ولدي هذا – يعني الحسين عليه السلام . * لما أتت
على الحسين سنة كاملة، هبط على النبي اثنا عشر ملكا على صور مختلفة أحدهم على صورة
بني آدم يعزونه ويقولون إنه سينزل بولدك الحسين ابن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل،
وسيعطى مثل أجر هابيل، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل، ولم يبق ملك إلا نزل إلى النبي
يعزونه والنبي يقول: اللهم اخذل خاذله، واقتل قاتله، ولا تمتعه بما طلبه . قال الحسن
عليه السلام للحسين عليه السلام أخبرني جدي
قال: لما دخلت ليلة المعراج روضات الجنان، ومررت على منازل أهل الايمان، رأيت قصرين
عاليين متجاورين على صفة واحدة إلا أن أحدهما من الزبرجد الأخضر، والآخر من الياقوت
الأحمر، فقلت: يا جبرئيل لمن هذان القصران ؟ فقال: أحدهما للحسن، والآخر للحسين عليهما
السلام. فقلت: يا جبرئيل فلم لم يكونا على لون واحد ؟ فسكت ولم يرد جوابا فقلت: لم
لا تتكلم ؟ قال: حياء منك، فقلت له: سألتك بالله إلا ما أخبرتني فقال: أما خضرة قصر
الحسن فانه يموت بالسم، ويخضر لونه عند موته، وأما حمرة قصر الحسين، فانه يقتل ويحمر
وجهه بالدم. فعند ذلك بكيا وضج الحاضرون بالكباء والنحيب.