معلوم
بالنقل المتوتر ان ما في المصحف هو القران الذي انزل على رسول الله صلى الله عليه
و اله حروفا و كلمات و ايات و سور و ترتيبا و النقل مستفيض بل متواتر معنى في جمع
القران على زمن رسول الله صلى الله عليه و اله . و ربما توهم البعض ان رواية جمع
امير المؤمنين عليه السلام للقران ، او ما
ورد عن الباقر عليه السلام (ما أحد من هذه الامة جمع القرآن إلا وصي محمد صلى الله
عليه وآله ) ، انها تدل على ان القران لم يجمع على عهد رسول الله صلى الله عليه و
اله ، و الحقيقة ان امير المؤمنين عليه السلام
جمع التأويل و التنزيل و الظاهر و الباطن وهذا ماتدل روايات الجمع ذاتها و
روايات اخرى فقد قال امير المؤمنين عليه السلام : ولو أمرهم قبلي ثلاثة رهط ما منهم رجل جمع القرآن، ولا يدعي أن له علما
بكتاب الله ولا سنة نبيه (ص) * و عن
سلمان رضي الله عنه أن أمير المؤمنين صلوات لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه فلم يخرج
من بيته حتى جمعه وكان في الصحف والشظاظ والاسيار والرقاع فلماجمعه كله وكتبه بيده
تنزيله وتأويله، والناسخ منه والمنسوخ، *
و عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه لما
توفي رسول الله صلى الله عليه وآله جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين
والانصار وعرضه عليهم كما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله. فلما فتحه أبو
بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم. * و قال الحسن بن علي عليهما العلم فينا، ونحن
أهله، وهو عندنا مجموع كله بحذافيره، وإنه لا يحدث شئ إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش
إلا وهو عندنا مكتوب باملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي عليه السلام بيده.*
و عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله
أنزل في القرآن تبيان كل شئ حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج العباد إليه إلا بينه
للناس * قيل لابي عبد الله عليه السلام: إن
الاحاديث تختلف عنكم، قال: فقال:إن القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للامام أن يفتي
على سبعة وجوه، * عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله أفضل الراسخين في العلم،
فقد علم جميع ما أنزل الله عليه من التأويل والتنزيل، وما كان الله لينزل عليه شيئا
لم يعلمه التأويل وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله * و عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن
الله لم يدع شيئا تحتاج إليه الامة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه، وبينه لرسوله،
و كان ابو عبد الله عليه السلام يقول: إني لاعلم ما في السماء وأعلم ما في الارض، وأعلم
ما في الجنة، وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وأعلم ما يكون، علمت ذلك من كتاب الله
إن الله تعالى يقول: " فيه تبيان كل شئ "* و قال امير المؤمنين عليه
السلام ويلهم إني لاعرف ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وفصله من وصله، وحروفه من
معانيه، والله ما حرف نزل على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله إلا وأنا أعرف فيمن
انزل، وفي أي يوم نزل، وفي أي موضع نزل * و عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: ما يستطيع
أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الاوصياء* و عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما
من أحد من الناس يقول: إنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذب، وما جمعه وما حفظه
كما أنزل الله إلا علي ابن أبي طالب عليه السلام والائمة من بعده عليهم السلام * :
كان ابو عبد الله عليه السلام يقول: والله
إني لاعلم كتاب الله من أوله إلى آخره، كأنه في كفي، فيه خبر السماء، خبر الارض، وخبر
ما يكون، وخبر ما هو كائن، قال الله: فيه تبيان كل شئ .