قال تعالى ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) و قال تعالى (فَإِنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ) و قال تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ
أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى
الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) و قد
ثبت بالمعرفة القطعية المتواترة حديث الثقلين "إني تارك
فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي
أبدا" ) و حديث ( من كنت مولاه فهذا علي
مولاه ) و ثبت بالاتفاق قول رسول الله صلى الله عليه و اله ( يكون اثنا عشر خليفة
) و قوله ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ) .
فتحقق العلم أنّ العترة و أهل البيت و اولي الامر و الاثنا عشر خليفة هم واحد و هم
الائمة الاوصياء الاثنا عشر بحكم النقل و العقل
، و لا ينبغي لمؤمن أن يرتاب في ذلك .
فالردّ يكون الى محكم
كتاب الله تعالى الذي لا ريب فيه و الى الواضح من السنّة الذي لا يشك فيها و الى
الثابت من أقوال أهل البيت عليهم السلام و لقد جاء في الخبر المصدق ( لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن
والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة. ) فلا تكليف بأكثر من ذلك و هو منفي بالثابت من
الشرع قال تعالى (لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) و قال تعالى (وَمَا
جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) . فاشتراط التواتر و القطع لا وجه
له ليس فقط في المعارف غير الخلافية بل حتى في مواضع النزاع و الخلاف و ما يردّ
اليه . و العبرة في العلم الحاصل هو الانسان
النوعي العرفي فلا يثبت بالادعاء ان لم
يفد علما كما أنه لا يضر به انكار منكر ان فاد العلم عند الانسان النوعي العرفي .
و العلم بالسنة غير التواتر و غير الضرورة و الاتفاق ، فلا يشترط التواتر او
الضرورة او الاتفاق في العلم ببها علما جازما لا يداخله شك وهذا
واضح لكل انسان . و النقل الذي يعتمد و
الذي منه يعلم الحديث المفيد للعلم هو نقل
المسلمين جميعهم في جميع كتبهم من دون
تصنيف او تقسيم او تفريق نقلي مذهبي ، فانّ مذهبة النقل لا دليل عليها من قران او
سنة ، فعلى المسلم المؤمن ان يأخذ بكل ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و اله و
أهل بيته عليهم السلام في أي كتاب ثبت له ذلك النقل . و الله الموفق .