قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ
فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا
بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )
و الى بمعنى مع . و الواجب هو الابتداء من المرفق .
مستدرك الوسائل - (ج 1 / ص 213) العياشي : صفوان قال سالت ابا الحسن الرضا(عليه السلام ) عن قول الله عز و جل (فاغسلوا وجوهكم و ايديكم الى المرافق و امسحوا برؤوسكم و ارجلكم الى الكعبين) فقال(عليه السلام ) قد سال رجل ابا الحسن(عليه السلام )عن ذلك فقال سيكفيك او كفتك سورة المائدة يعنى المسح على الراس و الرجلين قلت فانه قال اغسلوا ايديكم الى المرافق فكيف الغسل قال هكذا ان ياخذ الماء بيده اليمنى فيصبه فى اليسرى ثم يفضه على المرفق ثم يمسح الى الكف قلت له مرة واحدة ·فقال كان يفعل ذلك مرتين قلت يرد الشعرقال اذا كان عنده آخر فعل و الا فلا .
تهذيب الاحكام - (ج 6 / ص 4) بكير وزرارة ابني أعين انهما سألا أبا جعفر عليه السلام عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله فدعا بطست أو بتور فيه ماء فغسل كفيه ثم غمس كفه اليمنى في التور فغسل وجهه بها واستعان بيده اليسرى بكفه على غسل وجهه، ثم غمس كفه اليمنى في الماء فاغترف بها من الماء فغسل يده اليمنى من المرفق إلى الاصابع لا يرد الماء إلى المرفقين، ثم غمس كفه اليمنى في الماء فاغترف بها من الماء فأفرغه على يده اليسرى من المرفق إلى الكف لايرد الماء إلى المرفق كما صنع باليمنى، ثم مسح رأسه وقدميه إلى الكعبين بفضل كفيه ولم يجدد ماء.
الهيثم بن عروة التميمي قال: سألت أبا عبدالله ( عليه السلام )، عن قوله تعالى: ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ) فقلت: كذا؟ ومسحت من ظهر كفي إلى المرفق، فقال: ليس هكذا تنزيلها، إنما هي: ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق) ثم أمر يده من مرفقه إلى أصابعه. اقول التنزيل في كلامهم عليهم السلام هو التنزيل على الحقيقة الذي يفسر ظاهر القران .
الشواهد
تهذيب تهذيب الاحكام - (ج 6 / ص 4) فان قيل كيف يمكنكم القول بذلك وظاهر قوله تعالى: يدل على خلافه لانه تعالى قال في آية الوضوء: (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق)وإلى معناها الانتهاء والغاية ألا ترى إنهم يقولون خرجت من الكوفة إلى البصرة أي حتى انتهيت إلى البصرة وهذا يوجب أن يكون المرفق غاية في الوضوء لا أن يكون المبدأ به؟ قيل له: ليس في الآية ما ينافي ما ذكرناه لان إلى قد تكون بمعنى مع ولها تصرف كثير واستعمالها في ذلك ظاهر عند أهل اللغة قال تعالى: (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) وقال تعالى حاكيا عن عيسى عليه السلام (من أنصاري إلى الله) أي مع الله، ويقال فلان ولي الكوفة إلى البصرة ولا يراد الغاية بل المعنى فيه مع البصرة، ويقولون فلان فعل كذا وأقدم على كذا هذا إلى ما فعله من كذا أي مع ما فعله. وقال امرؤ القيس: له كفل كالدعص لبده الندى * إلى حارك مثل الرتاج المضبب . أراد: مع حارك.
ولوح ذراعين في منكب * إلى جؤجؤ رهل المنكب . أي مع جؤجؤ وهذا أكثر من أن يحتاج إلى الاطناب فيه، وإذا ثبت ان إلى بمعنى مع دل على وجوب غسل المرافق أيضا على حسب ما تضمنه الفصل ويؤكد ان إلى في الآية ليست بمعنى الغاية.
وسائل الشيعة - (ج 28 / ص 5) إن أحاديث كيفية الوضوء، وغيرها مما مضى ويأتي ، تدل على المطلوب، و« إلى » في الاية إما بمعنى « من » أو بمعنى « مع »، كما قاله الشيخ، وأورد له شواهد، أو لبيان غاية المغسول لا الغسل، لأنه أقرب إليه، مضافا إلى إجماع الطائفة المحقة عليه، وتواتر النصوص به.