الجمعة، 1 يوليو 2016

امتناع رؤية الله تعالى في الدنيا و في الاخرة



قال تعالى (  لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ) وهذا نص في نفي الرؤية مطلقا .
و قال تعالى (  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ  ) وهو يستلزم نفي الرؤية لانّ الرؤية تكون بالمحسوس الذي يشبه الاشياء التي ترى .
و قال تعالى ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ  ) فالله تعالى قديم  قبل الزمان و المكان و هو يستلزم نفي الرؤية لانها فعل زماني حسي .
و قال تعالى ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي ) و لن تفيد التأبيد و الخطاب ليس خاصا كما هو ظاهر .
وعلى ذلك النقل المتواتر عن اهل البيت عليهم السلام بنفي الرؤية و هذا هو المناسب لتوحيد الله تعالى و عظمته الله و جلاله .

و قيل انه تعالى يرى بالعين يوم القيامة لقوله تعالى ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (*) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) و رووا في ذلك روايات . و فيه ان الاية ليست في الرؤية و الروايات خلاف المعارف الثابتة النافية للرؤية .
فان النظر ليس الرؤية و انما هو توجيه الحدقة الى المنظور لذلك يصح ان يقال نظر الى الهلال و لم يره ، كما انّ النظر يأتي بمعنى الانتظار كما هو هنا و كما في قوله تعالى ( فناظرة بم يرجع المرسلون )  و قال تعالى (انظرونا نقتبس من نوركم )   و المراد هنا الى ربه ناظرة اي منتظرة ثوابه و وعده كما ستبين الروايات .
و يؤيد ان المعنى انتظار الثواب المقابلة بين ( الى ربها ناظرة ) و ( تظن ان يفعل بها فاقرة ) قال تعالى ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ )

و لقد بينت الروايات المصدقة بالقران ان النظر هنا انتظار الثواب فعن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد سئله رجل عما اشتبه عليه من الآيات فأما قوله عزوجل : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) فان ذلك في موضع ينتهى فيه أولياء الله عزوجل بعدما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان ، فيغتسلون فيه ويشربون منه ، فتنضر وجوههم اشراقا ، فيذهب عنهم كل قذى ووعث  ثم يؤمرون بدخلون الجنة ، فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم ومنه يدخلون الجنة فذلك قوله عزوجل في تسليم الملائكة عليهم : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين فعند ذلك ايقنوا بدخول الجنة والنظر إلى ما وعدهم ، فذلك قوله : ( إلى ربها ناظرة ) وانما يعنى بالنظر اليه بالنظر إلى ثوابه تبارك وتعالى .
  و في العيون عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود قال : قال على بن موسى الرضا عليه السلام في قوله تعالى : " وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة " يعنى مشرقة تنتظر ثواب ربها .


 و يؤيد كون النظر انتظار انهم  يقولون: انما انظر إلى الله ثم اليك بمعنى اتوقع فضل الله ثم فضلك.
وقال جميل بن معمر: اني اليك لما وعدت لناظر نظر الفقير إلى الغني الموسر
وقال آخر: وجوه يوم بدر ناظرات إلى الرحمان تأتي بالفلاح .