الاثنين، 4 يوليو 2016

دلائل الله و اياته بنطق الحيوانات و شهادتها


البيان بالهدهد قال تعالى (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (*) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (*) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ .)

البيان ببعض البقرة قال تعالى  (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ  )

البيان بالبعوضة قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ  )
البيان بالناقة :  تأريخ دمشق :    فلما كان يوم الجمعة ارتفاع النهار دعا براحلته وحشد المسلمون وتلبسوا السلاح وركب رسول الله صلى الله عليه و سلم ناقته القصواء والناس معه عن يمينه وشماله فاعترضته الأنصار لا يمر بدار من دورهم إلا قالوا : هلم يا نبي الله إلى القوة والمنعة والثروة فيقول لهم خيرا ويدعو لهم ويقول : إنها مأمورة . فلما أتى مسجد بني سالم جمع بمن كان معه من المسلمين وهم مئة . قالوا : ثم ركب رسول الله صلى الله عليه و سلم ناقته وأخذ عن يمين الطريق حتى جاء بالحبلى ثم مضى حتى انتهى إلى المسجد فبركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم  الخبر .
 لفظ زاد المعاد : فَلَمّا انْتَهَوْا إلَى الْمَدِينَةِ وَذَلِكَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوّلِ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ نَزَلَ بقُبَاء فِي أَعْلَى الْمَدِينَةِ عَلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . وَقِيلَ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الهدم . وَقِيلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَالْأَوّلُ أَشْهَرُ فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَأَسّسَ مَسْجِدَ قُبَاءَ ثُمّ خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَدْرَكَتْهُ الْجُمُعَةُ فِي بَنِي سَالِمٍ  كَانَ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ مِائَةٌ ثُمّ رَكِبَ نَاقَتَهُ وَسَارَ وَجَعَلَ النّاسَ يُكَلّمُونَهُ فِي النّزُولِ عَلَيْهِمْ وَيَأْخُذُونَ بِخِطَامِ النّاقَةِ فَيَقُولُ خَلّوا سَبِيلَهَا فَإِنّهَا مَأْمُورَةٌ فَبَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِهِ الْيَوْمَ وَكَانَ مِرْبَدًا لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ غُلَامَيْنِ مِنْ بَنِي النّجّار ِ فَنَزَلَ عَنْهَا عَلَى أَبِي أَيّوبَ الْأَنْصَارِيّ ثُمّ بَنَى مَسْجِدَهُ مَوْضِعَ الْمِرْبَدِ بِيَدِهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ بِالْجَرِيدِ وَاللّبِنِ الخبر .
لفظ سيرة ابن هشام  : فَانْطَلَقَتْ حَتّى إذَا مَرّتْ بِدَارِ بَنِي عَدِيّ بْنِ النّجّارِ ، وَهُمْ أَخْوَالُهُ دِنْيَا - أُمّ عَبْدِ الْمُطّلِبِ سَلْمَى بِنْتُ عَمْرٍو ، إحْدَى نِسَائِهِمْ - اعْتَرَضَهُ سَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ ، وَأَبُو سَلِيطٍ أُسَيْرَةُ بْنُ أَبِي خَارِجَةَ فِي رِجَالٍ مِنْ بَنِي عَدِيّ بْنِ النّجّارِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ هَلُمّ إلَى أَخْوَالِك ، إلَى الْعَدَدِ وَالْعِدّةِ وَالْمَنَعَةِ قَالَ خَلّوا سَبِيلَهَا فَإِنّهَا مَأْمُورَةٌ فَخَلّوْا سَبِيلَهَا ، فَانْطَلَقَتْ . حَتّى إذَا أَتَتْ دَارَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ ، بَرَكَتْ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ يَوْمئِذٍ مِرْبَدٌ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ مِنْ بَنِي النّجّارِ ، ثُمّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ ، وَهُمَا فِي حِجْرِ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ ، سَهْلٍ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ عَمْرٍو . فَلَمّا بَرَكَتْ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَيْهَا لَمْ يَنْزِلْ وَثَبَتَ فَسَارَتْ غَيْرَ بِعِيدٍ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَاضِعٌ لَهَا زِمَامَهَا لَا يَثْنِيهَا بِهِ ثُمّ الْتَفَتَتْ إلَى خَلْفِهَا ، فَرَجَعَتْ إلَى مَبْرَكِهَا أَوّلَ مَرّةٍ فَبَرَكَتْ فِيهِ ثُمّ تَحَلْحَلَتْ وَزَمّتْ وَوَضَعَتْ  فَنَزَلَ عَنْهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَاحْتَمَلَ أَبُو أَيّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ رَحْلَهُ فَوَضَعَهُ فِي بَيْتِهِ وَنَزَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسَأَلَ عَنْ الْمِرْبَدِ لِمَنْ هُوَ ؟ فَقَالَ لَهُ مَعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ : هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ عَمْرٍو ، وَهُمَا يَتِيمَانِ لِي ، وَسَأُرْضِيهِمَا مِنْهُ فَاِتّخِذْهُ مَسْجِدًا  قَالَ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْ يُبْنَى مَسْجِدًا

البيان بالحمار :  عن أبي منصور قال: لما فتح الله على نبيه خيبر أصابه حمار أسود، فكلم النبي صلى الله عليه واله الحمار فكلمه، وقال: أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا لم يركبها إلا نبي، ولم يبق من نسل جدي غيري، ولا من الانبياء غيرك، وقد كنت أتوقعك، كنت قبلك ليهودي
أعثر به عمدا، فكان يضرب بطني، ويضرب ظهري، فقال النبي صلى الله عليه واله: سميتك يعفور، ثم قال: تشتهي الاناث يا يعفور ؟ قال: لا، وكلما قيل: أجب رسول الله صلى الله عليه واله خرج إليه، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه واله جاء إلى بئر فتردى  فيها فصار قبره جزعا.
  لفظ اخر : أبان بن عثمان، قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن يعفور كلم رسول الله فقال: بأبي أنت وامى إن أبي حدثني عن أبيه عن جده أنه كان مع نوح في السفينة، فنظر إليه يوما نوح (عليه السلام) ومسح يده على وجهه، ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، والحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار .

 لفظ اخر عن ابن عساكر  : عن أبي منظور  قال لما فتح رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يعني خيبر أصاب أربعة أزواج ثقال  أربعة أزواج خفاف وعشر أواقي ذهب وفضة وحمار أسود مكبلا   قال فكلم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الحمار فكلمه الحمار فقال له النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ما اسمك قال يزيد بن شهاب أخرج الله عز و جل من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي قد كنت أتوقعك أن تركبني لم يبق من نسل جدي غيري ولا من الأنبياء غيرك قد كنت قبلك لرجل يهودي وكنت أتعثر به عمدا وكان يجيع بطني ويضرب ظهري قال فقال له النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فأنت يعفور يا يعفور قال لبيك قال أتشتهي الإناث قال لا قال فكان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يركبه في حاجته وإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومئ إليه أن أجب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فلما قبض النبي ( صلى الله عليه و سلم ) جاء إلى بئر كانت لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها جزعا على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فصارت قبره .

الييان بالضب : المعجم الاوسط عن عمر بن الخطاب حديث الضب ، أن رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم ، كان في محفل من أصحابه ، إذ جاء رجل أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا ، وجعله في كمه ، فذهب به إلى رحله  ، فرأى جماعة ، فقال : على من هذه الجماعة ؟ فقالوا : على هذا الذي يزعم أنه نبي ، فشق الناس ، ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك ، ولا أبغض  ، ولولا أن يسميني قومي عجولا لعجلت عليك ، فقتلتك ، فسررت بقتلك الناس جميعا . فقال عمر : يا رسول الله ، دعني أقتله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا ؟ » . ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : واللات والعزى لا آمنت بك ، وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا أعرابي ، ما حملك على أن قلت ما قلت ، وقلت غير الحق ، ولم تكرم مجلسي ؟ » فقال : وتكلمني أيضا ، استخفافا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، واللات والعزى ، لا آمنت بك ، أو يؤمن بك هذا الضب ؟ فأخرج ضبا من كمه ، وطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن آمن بك هذا الضب آمنت بك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا ضب » فتكلم الضب بكلام عربي مبين ، يفهمه القوم جميعا : لبيك  وسعديك  ، يا رسول رب العالمين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من تعبد ؟ » قال : الذي في السماء عرشه ، وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عذابه . قال : « فمن أنا ، يا ضب ؟ » قال : أنت رسول رب العالمين ، وخاتم النبيين ، قد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذبك . فقال الأعرابي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله حقا ، لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك ، والله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي ، ومن والدي ، وقد آمنت بك بشعري ، وبشري ، وداخلي ، وخارجي ، وسري ، وعلانيتي . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الحمد لله الذي هداك إلى هذا الدين الذي يعلو ، ولا يعلى ، لا يقبله الله إلا بصلاة ، ولا يقبل الصلاة إلا بقرآن » .



لا يعلم الغيب الا الله


قال تعالى  (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )
و قال تعالى ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ  )
و قال تعالى قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ  )
و قال تعالى (وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ )
و قال تعالى (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
و قال تعالى (وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ  )
 يج: روي عن الصادق (عليه السلام) قال: أصابت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة المصطلق ريح شديدة فقلبت  الرحال وكادت تدقها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنها موت منافق قالوا: فقدمنا المدينة فوجدنا رفاعة بن زيد مات في ذلك اليوم، وكان عظيم النفاق، وكان أصله من اليهود، فضلت ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تلك  الريح فزعم يزيد بن الاصيب  وكان في منزل عمارة بن حزم كيف يقول: إنه يعلم الغيب ولا يدري أين ناقته ؟ قال: بئس ما قلت، والله ما يقول هو إنه يعلم الغيب، وهو صادق، فاخبر النبي بذلك فقال لا يعلم الغيب إلا الله وإن الله أخبرني أن ناقتي في هذا الشعب تعلق زمامها بشجرة، فوجدوها كذلك، ولم يبرح أحد من ذلك الموضع، فأخرج عمارة ابن الاصيب  من منزله. يصدق ذلك قوله تعالى ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (*) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) و قوله تعالى ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ  ) فالغيب لا يعلمه الا الله لكنه يطلع بعض عباده على غيبه وهو على كل شيء قدير .
يج: روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقي في غزوة ذات الرقاع رجلا من محارب يقال له: عاصم، فقال له: يا محمد أتعلم الغيب ؟ قال: لا يعلم الغيب إلا الله، قال: والله لجملي هذا أحب إلي من إلهك، قال: لكن الله أخبرني من علم غيبه أنه تعالى يبعث عليك قرحة في مسبل  لحيتك حتى تصل إلى دماغك فتموت والله إلى النار، فرجع فبعث الله قرحة فأخذت في لحيته حتى وصلت إلى دماغه، فجعل يقول: لله در القرشي إن قال بعلم أو زجر أصاب .

ج: ومما خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه ردا على الغلاة من التوقيع جوابا لكتاب كتب إليه على يدي محمد بن علي بن هلال  الكرخي: يا محمد بن علي تعالى الله عزوجل عما يصفون، سبحانه وبحمده، ليس نحن شركاءه في علمه ولا في قدرته.
بل لا يعلم الغيب غيره كما قال في محكم كتابه تبارك وتعالى: " قال لا يعلم من في السماوات والارض الغيب إلا الله "  وأنا وجميع آبائي من الاولين آدم ونوح وإبراهيم وموسى وغيرهم من النبيين ومن الاخرين محمد رسول الله وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وغيرهم ممن مضى من الائمة صلوات الله عليهم أجمعين إلى مبلغ أيامي ومنتهى عصري عبيدالله عزوجل، يقول الله عزوجل: " ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "  يا محمد بن علي قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه، واشهد الله  الذي لا إله إلا هو وكفى
به شهيدا ومحمدا رسوله  وملائكته وأنبياءه وأولياءه واشهدك واشهد كل من سمع كتابي هذا أني برئ إلى الله وإلى رسوله ممن يقول: إنا نعلم الغيب أو نشارك الله في ملكه أو يحلنا محلا سوى المحل الذي نصبه الله لنا  وخلقنا له أو يتعدى بنا عما قد فسرته لك وبينته في صدر كتابي، واشهدكم أن كل من نتبرأ منه فان الله يبرأ منه
وملائكته ورسله وأولياؤه، وجعلت هذا التوقيع الذي في هذا الكتاب أمانة في عنقك وعنق من سمعه أن لا يكتمه من أحد من موالي وشيعتي حتى يظهر على هذا التوقيع الكل  من الموالي، لعل الله عزوجل يتلافاهم فيرجعون إلى دين الله الحق وينتهوا  عما لا
يعلمون منتهى أمره ولا يبلغ منتهاه، فكل من   فهم كتابي ولم يرجع  إلى ما قد أمرته ونهيته فلقد  حلت عليه اللعنة من الله وممن ذكرت من عباده الصالحين.

 ضريس قال: كنت مع أبي بصير عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال له أبو بصير: بما يعلم عالمكم جعلت فداك ؟ قال: يا أبا محمد إن عالمنا لا يعلم الغيب ولو وكل الله عالمنا إلى نفسه كان كبعضكم ولكن يحدث إليه ساعة بعد ساعة.


غو: قال الصادق عليه السلام: طلب المنصور علماء المدينة، فلما وصلنا إليه خرج إلينا الربيع الحاجب فقال: ليدخل على أمير المؤمنين منكم اثنان فدخلت أنا وعبد الله بن الحسن، فلما جلسنا عنده، قال: أنت الذي تعلم الغيب ؟ فقلت: لا يعلم الغيب إلا الله فقال: أنت الذي يجبى إليك الخراج ؟ فقلت: بل الخراج يجبى إليك، فقال: أتدري لم دعوتكم ؟ فقلت: لا فقال: إنما دعوتكم لاخرب رباعكم، وأوغر قلوبكم، وأنزلكم بالسراة، فلا أدع أحدا من أهل الشام والحجاز يأتون إليكم فانهم لكم مفسدة. فقلت: إن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وإن سليمان اعطي فشكر، وأنت من نسل اولئك القوم، فسري عنه.الخبر .

يونس بن أبي يعقوب قال: حدثنا جعفر بن محمد صلوات الله عليه من فيه إلى اذني قال: لما قتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بباخمرا وحشرنا من المدينة، فلم يترك فيها منا محتلم، حتى قدمنا الكوفة فمكثنا فيها شهرا نتوقع فيها القتل، ثم خرج إلينا الربيع الحاجب فقال: أين هؤلاء العلوية ادخلوا على أمير المؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجى قال: فدخلنا إليه أنا وحسن ابن زيد، فلما صرت بين يديه قال لي: أنت الذي تعلم الغيب ؟ قلت: لا يعلم الغيب إلا الله قال: أنت الذي يجبى إليك هذا الخراج ؟ قلت: إليك يجبى يا أمير المؤمنين الخراج، قال: أتدرون لم دعوتكم ؟ قلت: لا قال: أردت أن أهدم رباعكم واغور قليبكم، وأعقر نخلكم، وأنزلكم بالشراة   لا يقربكم أحد من أهل الحجاز وأهل العراق فانهم لكم مفسدة فقلت له يا أمير المؤمنين إن سليمان اعطي فشكر وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت من ذلك النسل قال: فتبسم وقال: أعد علي فأعدت فقال: مثلك فليكن زعيم القوم، وقد عفوت عنكم .