قال
تعالى (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ
يُبْعَثُونَ )
و قال
تعالى ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا
يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ )
و قال تعالى ( قُلْ
لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا
أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )
و
قال تعالى (وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ
الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ )
و
قال تعالى (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ
اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا
مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
و
قال تعالى (وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ
إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ
الْمُنْتَظِرِينَ )
يج: روي عن الصادق (عليه السلام) قال: أصابت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة المصطلق ريح
شديدة فقلبت الرحال وكادت تدقها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما
إنها موت منافق قالوا: فقدمنا المدينة فوجدنا رفاعة بن زيد مات في ذلك اليوم،
وكان عظيم النفاق، وكان أصله من اليهود، فضلت ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في
تلك الريح فزعم يزيد بن الاصيب وكان في منزل عمارة بن حزم كيف يقول: إنه يعلم
الغيب ولا يدري أين ناقته ؟ قال: بئس ما قلت، والله ما يقول هو إنه يعلم
الغيب، وهو صادق، فاخبر النبي بذلك فقال لا يعلم الغيب إلا الله وإن الله أخبرني أن
ناقتي في هذا الشعب تعلق زمامها بشجرة، فوجدوها كذلك، ولم يبرح أحد من ذلك الموضع،
فأخرج عمارة ابن الاصيب من منزله. يصدق ذلك قوله تعالى ( عَالِمُ
الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (*) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ
رَسُولٍ ) و قوله تعالى ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ) فالغيب
لا يعلمه الا الله لكنه يطلع بعض عباده على غيبه وهو على كل شيء قدير .
يج: روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقي في غزوة
ذات الرقاع رجلا
من محارب يقال له: عاصم، فقال له: يا محمد أتعلم الغيب ؟ قال: لا يعلم الغيب إلا الله، قال:
والله لجملي هذا أحب إلي من إلهك، قال: لكن الله أخبرني من علم غيبه أنه تعالى
يبعث عليك قرحة في مسبل لحيتك حتى تصل إلى
دماغك فتموت والله إلى النار، فرجع فبعث الله قرحة فأخذت في لحيته حتى وصلت إلى دماغه،
فجعل يقول: لله در
القرشي إن قال بعلم أو زجر أصاب .
ج: ومما خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه ردا على
الغلاة من التوقيع جوابا لكتاب كتب إليه على يدي محمد بن علي بن هلال الكرخي: يا محمد بن علي تعالى الله عزوجل عما
يصفون، سبحانه وبحمده، ليس نحن شركاءه في علمه ولا في قدرته.
بل لا يعلم الغيب غيره كما قال في محكم كتابه تبارك
وتعالى: " قال لا يعلم من في السماوات والارض الغيب إلا الله " وأنا وجميع آبائي من الاولين آدم ونوح وإبراهيم
وموسى وغيرهم من النبيين ومن الاخرين محمد رسول الله وعلي بن أبي طالب والحسن
والحسين وغيرهم ممن مضى من الائمة صلوات الله عليهم أجمعين إلى مبلغ أيامي ومنتهى
عصري عبيدالله عزوجل، يقول الله عزوجل: " ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا
ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك
آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "
يا محمد بن علي قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم ومن دينه جناح البعوضة أرجح
منه، واشهد الله الذي لا إله إلا هو وكفى
به شهيدا ومحمدا رسوله
وملائكته وأنبياءه وأولياءه واشهدك واشهد كل من سمع كتابي هذا أني برئ إلى
الله وإلى رسوله ممن يقول: إنا نعلم الغيب أو نشارك الله في ملكه أو يحلنا محلا
سوى المحل الذي نصبه الله لنا وخلقنا له
أو يتعدى بنا عما قد فسرته لك وبينته في صدر كتابي، واشهدكم أن كل من نتبرأ منه
فان الله يبرأ منه
وملائكته ورسله وأولياؤه، وجعلت هذا التوقيع الذي في هذا
الكتاب أمانة في عنقك وعنق من سمعه أن لا يكتمه من أحد من موالي وشيعتي حتى يظهر
على هذا التوقيع الكل من الموالي، لعل
الله عزوجل يتلافاهم فيرجعون إلى دين الله الحق وينتهوا عما لا
يعلمون منتهى أمره ولا يبلغ منتهاه، فكل من فهم كتابي ولم يرجع إلى ما قد أمرته ونهيته فلقد حلت عليه اللعنة من الله وممن ذكرت من عباده الصالحين.
ضريس
قال: كنت مع أبي بصير عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال له أبو بصير: بما يعلم
عالمكم جعلت فداك ؟ قال: يا أبا محمد إن عالمنا لا يعلم الغيب ولو وكل الله عالمنا
إلى نفسه كان كبعضكم ولكن يحدث إليه ساعة بعد ساعة.
غو: قال الصادق عليه السلام: طلب المنصور علماء المدينة،
فلما وصلنا إليه خرج إلينا الربيع الحاجب فقال: ليدخل على أمير المؤمنين منكم
اثنان فدخلت أنا وعبد الله بن الحسن، فلما جلسنا عنده، قال: أنت الذي تعلم الغيب ؟
فقلت: لا يعلم الغيب إلا الله فقال: أنت الذي يجبى إليك الخراج ؟ فقلت: بل الخراج
يجبى إليك، فقال: أتدري لم دعوتكم ؟ فقلت: لا فقال: إنما دعوتكم لاخرب رباعكم،
وأوغر قلوبكم، وأنزلكم بالسراة، فلا أدع أحدا من أهل الشام والحجاز يأتون إليكم
فانهم لكم مفسدة. فقلت: إن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وإن سليمان اعطي
فشكر، وأنت من نسل اولئك القوم، فسري عنه.الخبر .
يونس بن أبي يعقوب قال: حدثنا جعفر بن محمد صلوات الله
عليه من فيه إلى اذني قال: لما قتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بباخمرا وحشرنا
من المدينة، فلم يترك فيها منا محتلم، حتى قدمنا الكوفة فمكثنا فيها شهرا نتوقع
فيها القتل، ثم خرج إلينا الربيع الحاجب فقال: أين هؤلاء العلوية ادخلوا على أمير
المؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجى قال: فدخلنا إليه أنا وحسن ابن زيد، فلما صرت
بين يديه قال لي: أنت الذي تعلم الغيب ؟ قلت: لا يعلم الغيب إلا الله قال: أنت
الذي يجبى إليك هذا الخراج ؟ قلت: إليك يجبى يا أمير المؤمنين الخراج، قال: أتدرون
لم دعوتكم ؟ قلت: لا قال: أردت أن أهدم رباعكم واغور قليبكم، وأعقر نخلكم، وأنزلكم
بالشراة لا يقربكم أحد من أهل الحجاز
وأهل العراق فانهم لكم مفسدة فقلت له يا أمير المؤمنين إن سليمان اعطي فشكر وإن
أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت من ذلك النسل قال: فتبسم وقال: أعد علي
فأعدت فقال: مثلك فليكن زعيم القوم، وقد عفوت عنكم .