الاثنين، 20 يونيو 2016

تسمية أمير المؤمنين عليه السلام بهذا الاسم واختصاصه به




   محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: في اللوح المحفوظ تحت العرش: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين .
     بإسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهم السلام عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: قال لي بريدة: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نسلم على أبيك بإمرة المؤمنين .
بريدة قال: أمرنا النبي صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين .
عمرو بن حصيب أخي بريدة بن حصيب قال: بينا أنا وأخي بريدة عند النبي صلى الله عليه وآله إذ دخل أبو بكر فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: انطلق فسلم على
أمير المؤمنين، فقال: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين ؟ قال: علي بن أبي طالب، قال: عن أمر الله وأمر رسوله ؟ قال: نعم، ثم دخل عمر فسلم فقال: انطلق فسلم على أمير المؤمنين، فقال: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين ؟ قال صلى الله عليه وآله: علي بن أبي طالب، قال: عن أمر الله وأمر رسوله ؟ قال: نعم .
 سليم بن قيس قال : جلست إلى سلمان والمقداد وأبي ذر فجاء  رجل من أهل الكوفة فجلس إليهم مسترشدا، فقال له سلمان: عليك بكتاب الله فالزمه وعلي بن أبي طالب عليه السلام فإنه مع الكتاب  لا يفارقه، فإنا نشهد  أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن عليا يدور مع الحق حيث دار، وإن عليا هو الصديق والفاروق، يفرق بين الحق والباطل، قال: فما بال الناس  يسمون أبا بكر الصديق وعمر الفاروق ؟ قال: نحلهما  الناس اسم غيرهما كما نحلوهما خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وإمرة المؤمنين، لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرهما معنا فسلمنا جميعا على علي بن أبي طالب عليه السلام بإمرة المؤمنين .
جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت جعلت فداك: لم سمي أمير المؤمنين أمير المؤمنين ؟ قال: لانه يميرهم العلم، أما سمعت كتاب الله عزوجل " ونمير أهلنا "  .
عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت ام حبيبة بنت أبي سفيان، فقال: يا ام حبيبة اعتزلينا فإنا على حاجة، ثم دعا بوضوء فأحسن الوضوء، ثم قال: إن أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولى الناس بالناس، فقال أنس: فجعلت أقول اللهم اجعله رجلا من الانصار، قال: فدخل علي عليه السلام وجاء يمشي حتى جلس إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يمسح وجهه بيده ثم مسح بها وجه علي بن أبي طالب عليه السلام فقال علي عليه السلام: وما ذاك يا رسول الله ؟ قال: إنك تبلغ رسالتي من بعدي، وتؤدي عني وتسمع  الناس صوتي، وتعلم الناس من كتاب الله مالا يعلمون .
جابر بن سمرة قال: كان علي عليه السلام يقول: أرأيتم لو أن نبي الله قبض من كان يكون أمير المؤمنين إلا أنا ؟ وربما قيل له: يا أمير المؤمنين والنبي صلى الله عليه وآله ينظر إليه وهو يتبسم
بريدة الاسلمي قال: كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وآله كان علي صاحب متاعه يضمه إليه فإذا نزلنا يتعاهد متاعه  ، فإن رأى شيئا يرمه رمة  وإن كانت نعل خصفها ، فنزلنا منزلا فأقبل علي عليه السلام يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل أبو بكرفقال رسول الله صلى الله عليه وآله اذهب فسلم على أمير المؤمنين، قال: يارسول الله وأنت حي ؟ قال: وأنا حي، قال: ومن ذلك ؟ قال: خاصف النعل ثم جاء عمر فقال له رسول الله: اذهب فسلم على أمير المؤمنين فقال بريدة: وكنت أنا فيمن دخل معهم فأمرني أن اسلم على علي، فسلمت عليه كما سلموا .
بريدة قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ونحن سبعة وأنا أصغر القوم .
بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرهم   أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، فقال عمر بن الخطاب: يارسول الله أمن الله أم من رسوله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل من الله ورسوله .

مخول بن إبراهيم قال: سألت موسى بن عبد الله بن الحسن عن حديث أبي العلاء، عن أبي داود، عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وآله أمرهم أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، فقال موسى: يحق له يحق له قال: قلت: وما يحق له ؟ قال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، ومن كنت مولاه فعلي مولاه، قال إبراهيم: قال مخول: سألت جعفر بن عبد الله بن الحسن بن علي   فقال لي مثل قول موسى بن عبد الله: يحق له يحق له .
الفضل بن الزبير، عن أخي بريدة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال لبعض أصحابه: سلموا على علي بإمرة المؤمنين، فقال رجل من القوم: لا والله لا تجمع النبوة والخلافة في أهل بيت أبدا، فأنزل الله تعالى هذا الآية " أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم .
حدثني أبو داود أن بريدة أتى عمران بن حصين يدخل عليه  في منزله حين بايع الناس ابا بكر، فقال: يا عمران ترى القوم نسوا ما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآله في حائط بني فلان أهل بيت من الانصار، فجعل لا يدخل عليه أحد من المسلمين فيسلم عليه إلا رد صلى الله عليه وآله ثم قال له: سلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فلم يرد على رسول الله يومئذ أحد من الناس إلا عمر، فإنه قال: من أمر الله أو من أمر رسول الله ؟  قال رسول الله صلى الله على وآله: بل من الله ومن رسوله، قال عمران: بلى قد أذكر ذا، فقال بريدة فانطلق بنا إلى أبي بكر فنسأله عن هذا الامر، فإن كان عنده عهد من
رسول الله صلى الله عليه وآله عهده إليه بعد هذا الامر أو أمر أمر به فإنه لا يخبرنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله بكذب ولا يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله، فانطلقنا فدخلنا على أبي بكر فذكرنا ذلك اليوم وقلنا له: فلم يدخل أحد من المسلمين فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله إلا قال له: سلم على أمير المؤمنين علي، وكنت أنت ممن سلم عليه بإمرة المؤمنين، فقال أبو بكر: قد أذكر ذلك، فقال له بريدة: لا ينبغي لاحد من المسلمين أن يتأمر على أمير المؤمنين علي عليه السلام بعد أن سماه رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين، فإن كان عندك عهد من رسول الله عهده إليك أو أمر أمرك به بعد هذا فأنت عندنا مصدق، فقال أبو بكر: لا والله ما عندي عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا أمر أمرني به، ولكن المسلمين رأوا رأيا فتابعتهم به على رأيهم ! فقال له بريدة: والله  ما ذلك لك ولا للمسلمين خلاف رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أبو بكر: ارسل لكم إلى عمر، فجاءه فقال له أبو بكر: إن هذين سألاني عن أمر قد شهدته، وقص عليه كلامهما، فقال عمر: قد سمعت ذلك ولكن عندي المخرج من ذلك، فقال له بريدة، عندك ؟ قال: عندي، قال: فما هو ؟ قال: لا يجتمع النبوة والملك في أهل بيت واحد ! قال: فاغتنمها بريدة - وكان رجلا مفهما   جريا على الكلام - فقال: يا عمر إن الله عزوجل قد أبى ذلك عليك، أما سمعت الله في كتابه يقول: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما  " فقد جمع الله لهم النبوة والملك قال: فغضب عمر حتى رأيت عينيه يوقدان ، ثم قال: ما جئتما إلا لتفرقا جماعة هذه  الامة وتشتتا أمرها ! فما زلنا نعرف منه الغضب حتى هلك .

اختصاصه عليه السلام بهذا الاسم

  المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلي ربي ما أوحى. ثم قال: يا محمد اقرء على علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين ، فما سميت به أحدا قبله ولا اسمي بهذا أحدا بعده .
     عمران بن داهر قال: قال رجل لجعفر بن محمد عليهما السلام: لنسلم على القائم بامرة المؤمنين ؟ قال: لا ذلك اسم سماه الله أمير المؤمنين لا يسمى به أحد قبله ولا بعده إلا كافر قال: فكيف نسلم عليه ؟ قال: تقول: السلام عليك يا بقية الله قال: ثم قرأ جعفر عليه السلام: " بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين "
عن غالب الجهني، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جده عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهي اوقفت بين يدي ربي عزوجل فقال: يا محمد  فقلت: لبيك ربي وسعديك، قال: قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك ؟ قال قلت: رب عليا، قال: صدقت يا محمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي مالا يعلمون ؟ قال: قلت: اختر لي فإن خيرتك خير لي، قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، ونحلته   علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقا، لم ينلها أحد قبله ولا أحد بعده، يا محمد علي راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يا محمد فقال النبي صلى الله عليه وآله: رب فقد بشرته فقال علي: أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعذبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا، وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي، فقال: اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الايمان بك، قال: قد فعلت ذلك به يا محمد، غير أني مختصه بشئ من البلاء لم أختص به أحدا من أوليائي، قال قلت: رب أخي وصاحبي، قال: إنه قد سبق في علمي أنه مبتلى ومبتلى به، ولولا علي لم يعرف ولاء أوليائي  ولا أولياء رسلي. قال محمد بن مالك: فلقيت نضر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلام مثله. قال محمد بن مالك: فلقيت علي بن موسى بن جعفر فذكرت له هذا الحديث فقال: حدثني به أبي عن آبائه عليهم السلام وذكر الحديث بطوله .
  الثمالي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: يا ابن رسول الله لم سمي علي أمير المؤمنين وهو اسم ما سمي به أحد قبله ولا يحل لاحد بعده ؟ قال: لانه ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار من أحد غيره، قال: فقلت: يا ابن رسول الله فلم سمي سيفه ذا الفقار ؟ فقال عليه السلام: لانه ما ضرب به أحدا من خلق الله إلا أفقره من هذه الدنيا من أهله وولده وأفقره في الآخرة من الجنة،

  عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على المنبر يقول - وقد بلغه عن اناس من قريش إنكار تمسيته لعلي أمير المؤمنين - فقال: معاشر الناس إن الله عز وجل بعثني إليكم رسولا وأمرني أن أستخلف عليكم عليا أميرا، ألا فمن كنت نبيه فان عليا أميره، تأميره أمره الله عزوجل عليكم، وأمرني أن اعلمكم ذلك لتسمعوا له و تطيعوا، إذا أمركم [بأمر] تأتمرون، وإذا نهاكم عن أمر تنتهون، ألا فلا يأتمرن أحد  منكم على علي عليه السلام في حياتي ولا بعد وفاتي، فإن الله تبارك وتعالى أمره عليكم و سماه أمير المؤمنين، ولم يسم أحدا من قبله بهذا الاسم، وقد أبلغتكم ما ارسلت به إليكم في علي فمن أطاعني فيه فقد أطاع الله، ومن عصاني فيه فقد عصى الله عزوجل ولا حجة له عند الله وكان مصيره إلى [النار وإلى] ما قال الله عزوجل في كتابه " ومن يعص الله و رسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها .