ان ما يبينه الباحثون في قواعد علم الاحتجاج و منه علم اصول الفقه
ليست نظريات فوقية خارجة عن متناول العقلاء، و انما هي شرح لطريقة العقلاء العادية
في التعامل مع النص. بمعنى اخر انه لا يتوقف فهم النص على معرفة ذلك العلم ، وانما
البحث في ذلك العلم لأجل منع التأويل التدقيقي الباطل. و من هنا فادعاء وجوب العلم
بقواعد الاصول لفهم النص فهما شرعيا و عليما امر لا واقعية له . بل ان الحقيقة ان
فقه النص لا يأتي من معرفة علم الاحتجاج و انما يأتي من سعة المعرفة بمنظومة نصوص
ذلك الفن، فالمختص الاكثر معرفة بتلك المنظومة يكون اقدر على الفهم الواقعي لنصوص
ذلك الفن ، و منه علم الشريعة وهذا من الواضحات . و لهذا فان من العقلائية و
العلمية الاكثار من قراءة القران و السنة مباشرة و من دون تدخل التفسيرات والشروح
غير المعصومة . و سبب الاختلاف ليس عدم معرفة علم الاحتجاج ومنه علم اصول الفقه، و انما سبب الاختلاف الجهل بمنظومة المعارف
النصية الحقة و سوء التوفيق .