البحار في حديث امر الحكمين : فقال أمير المؤمنين: ويحكم والله
إنهم ما رفعوا المصاحف إلا خديعة ومكيدة حين علوتموهم. وقال خالد بن معمر السدوسي:
يا أمير المؤمنين أحب الامور إلينا ما كفينا مؤنته وأنشد رفاعة بن شداد البجلي:
وإن حكموا بالعدل كانت سلامة * وإلا أثرناها بيوم قماطر .
فقصد إليه عشرون ألف رجل يقولون: يا علي أجب إلى
كتاب الله إذا دعيت إليه وإلا دفعناك برمتك إلى القوم أو نفعل بك ما فعلنا بعثمان.
قال: فاحفظوا عني مقالتي فإني آمركم بالقتال فإن تعصوني فافعلوا ما بدا لكم.
قالوا: فابعث إلى الاشتر ليأتيك. فبعث إليه يزيد بن هانئ السبيعي يدعوه فقال
الاشتر: إني قد رجوت أن يفتح الله لي لا تعجلني وشدد في القتال. فقالوا: حرضته في
الحرب فابعث
إليه بعزيمتك ليأتيك وإلا والله اعتزلناك ! ! فقال علي عليه السلام: يا يزيد عد
إليه فقل له: عد إلينا فإن الفتنة قد وقعت. فسار إليه يزيد وأبلغه مقال علي عليه
السلام فأقبل الاشتر وهو يقول لاهل العراق: يا اهل الذل والوهن احين علوتم القوم
وعلموا أنكم لهم قاهرون فرفعوا لكم المصاحف خديعة ومكرا. فقالوا: قاتلناهم في
الله [ونترك قتالهم الان في الله]. فقال: أمهلوني ساعة فإني أحسست بالفتح وأيقنت
بالظفر قالوا: لا قال: أمهلوني عدوة فرسي قالوا: إنا لسنا نطيعك ولا لصاحبك ونحن
نرى المصاحف على رؤوس الرماح ندعى إليها. فقال: خدعتم والله فانخدعتم ودعيتم إلى
وضع الحرب فأجبتم. فقام جماعة من بكر بن وائل فقالوا: يا أمير المؤمنين إن أجبت
القوم أجبنا وإن أبيت أبينا. فقال عليه السلام: نحن أحق من أجاب إلى كتاب الله وإن
معاوية وعمرا وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح والضحاك بن قيس ليسوا بأصحاب
دين وقرآن أنا أعرف بهم منكم قد صحبتهم أطفالا ورجالا. في كلام له. فقال أهل
الشام: فإنا قد أخترنا عمرا فقال الاشعث وابن الكواء ومسعر الفدكي وزيد الطائي:
نحن اخترنا أبا موسى. فقال أمير المؤمنين: فإنكم قد عصيتموني في أول الامر فلا
تعصوني الآن. فقالوا: إنه قد كان يحذرنا مما وقعنا فيه. فقال أمير المؤمنين: إنه
ليس بثقة قد فارقني وقد خذل الناس عني ثم هرب مني حتى آمنته بعد شهر ولكن هذا ابن
عباس أوليه ذلك. قالوا: والله ما نبالي أنت كنت أم ابن عباس ! ! قال: فالاشتر !
قال الاشعث: وهل سعر الحرب غير الاشتر وهل نحن إلا في حكم الاشتر ! ! ! قال
الاعمش: حدثني من رأى عليا عليه السلام يوم صفين يصفق بيديه ويقول: يا عجبا أعصى
ويطاع معاوية ؟ ! وقال: قد أبيتم إلا أبا موسى ؟ قالوا: نعم قال: فاصنعوا ما بدا
لكم اللهم إني أبرء إليك من صنيعهم.
الإحتجاج - (ج 27 / ص 6) عن مسعدة بن
صدقة عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال:
خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال: لقد
عمل الولاة قبلي بأمور عظيمة خالفوا فيها رسول الله متعمدين لذلك، ولو حملت الناس
على تركها وحولتها إلى مواضعها التي كانت عليها على عهد رسول الله لتفرق عني جندي،
حتى أبقى وحدي إلا قليلا من شيعتي، الذين عرفوا فضلي وإمامتي من كتاب الله وسنة
نبيه صلى الله عليه وآله،- الى ان قال-
والله لقد أمرت الناس: أن لا يجمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة، فنادى بعض
أهل عسكري ممن يقاتل وسيفه معي: " أنعى الإسلام وأهله غيرت سنة عمر " ونهى
أن يصلى في شهر رمضان في جماعة، حتى خفت أن يثور في ناحية عسكري علي . ما لقيت، ولقيت هذه الأمة من أئمة الضلالة،
والدعاة إلى النار.
الكافي الكليني - (ج 8 / ص 82) سليم بن قيس
الهلالي قال: خطب أمير المؤمنين (ع) - الى ان قال- قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول
الله صلى الله عليه وآله متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت
الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه
وآله لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي
من كتاب الله عزوجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله،
-
الى ان قال- إذاً لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا
يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن
اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الاسلام
غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية
جانب عسكري . ما لقيت من هذه الامة من
الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار.
حريز، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما
عليهما السلام قال: لما كان
أمير المؤمنين عليه السلام في الكوفة
أتاه الناس فقالوا: اجعل لنا إماما منا في رمضان فقال: لا، ونهاهم أن يجتمعوا فيه
فلما أمسوا جعلوا يقولون ابكوا في رمضان، وارمضاناه فأتاه الحارث الاعور في اناس
فقال: يا أمير المؤمنين ضج الناس وكرهوا قولك فقال عند ذلك: دعوهم وما يريدون
ليصلي بهم من شاؤا ثم قال: " فمن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى * ونصله جهنم وساءت مصيرا
"
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 32 / ص 540) جابر، عن أبي جعفر
محمد بن علي عليه السلام قال: لما أراد الناس عليا أن يضع الحكمين قال لهم: إن
معاوية لم يكن ليضع لهذا الامر أحدا هو أوثق برأيه ونظره من عمرو بن العاص وإنه
لا يصلح للقرشي إلا القرشي فعليكم بعبدالله بن العباس فارموه به فإن عمروا لا
يعقد عقدة إلا حلها عبد الله ولا يحل عقدة إلا عقدها ولا يبرم أمرا إلا نقضه ولا
ينقض أمرا إلا أبرمه. فقال الاشعث: لا والله لا يحكم فينا مضريان حتى تقوم الساعة
ولكن نجعل رجلا من أهل اليمن إذ جعلوا رجلا من أهل مضر فقال عليه السلام: إني أخاف أن
يخدع يمنيكم فإن عمروا ليس من الله في شئ إذا كان له في أمر هوى. فقال الاشعث:
والله لان يحكما ببعض ما نكره وأحدهما من أهل اليمن أحب إلينا من أن يكون بعض ما نحب
في حكمهما وهما
مضريان. قال وذكر الشعبي أيضا مثل ذلك. قال نصر: وفي حديث عمرو: فقال
علي عليه السلام: قد أبيتم إلا أبا موسى ؟ قالوا: نعم. قال: فاصنعوا ما شئتم.
فبعثوا إلى أبي موسى وهو بأرض من أرض الشام يقال لها عرض قد اعتزل القتال فأتاه مولى له فقال: إن الناس
قد اصطلحوا قال: الحمد لله رب العالمين. قال: وقد جعلوك حكما. فقال: إنا لله وإنا
إليه راجعون فجاء أبو موسى حتى دخل عسكر علي عليه السلام . وجاء الاشتر عليا فقال:
يا أمير المؤمنين الزني بعمرو بن العاص فوالله
الذي لا إله غيره لئن ملئت عيني منه لاقتلنه. وجاء الاحنف بن قيس عليا عليه السلام
فقال: يا أمير المؤمنين إنك قد رميت بحجر الارض ومن حارب الله ورسوله أنف الاسلام
وإني قد عجمت هذا الرجل يعني أبا موسى وحلبت أشطره فوجدته كليل الشفرة قريب القعر
كليل المدية وإنه لا يصلح لهؤلاء القوم إلا رجل يدنو منهم حتى يكون في أكفهم
ويتباعد منهم حتى يكون بمنزلة النجم منهم فإن شئت أن تجعلني حكما فاجعلني وإن شئت
أن تجعلني ثانيا أو ثالثا فإن عمروا لا يعقد عقدة إلا عقدت لك أشد منها. فعرض علي
عليه السلام ذلك على الناس فأبوه وقالوا: لا يكون إلا أبو موسى. فبعث أيمن بن خريم
الاسدي وكان معتزلا لمعاوية بأبيات تدل على أن صلاحهم في اختيار ابن عباس وترك أبي
موسى فطارت أهواء قوم من أولياء علي عليه السلام وشيعته إلى ابن عباس وأبت القراء
إلا أبا موسى.
يج شا: قال أمير المؤمنين عليه السلام عندما رفع
أهل الشام المصاحف وشك فريق من أصحابه ولجؤا إلى المسالمة ودعوه إليها: ويلكم إن
هذه خديعة وما يريد القوم القرآن لانهم ليسوا بأهل قرآن فاتقوا الله وامضوا على
بصائركم في قتالهم فإن لم تفعلوا تفرقت بكم السبل وندمتم حيث لا تنفعكم الندامة.