ان ما يبينه الباحثون في قواعد علم الاحتجاج و منه علم اصول الفقه
ليست نظريات فوقية خارجة عن متناول العقلاء، و انما هي شرح لطريقة العقلاء العادية
في التعامل مع النص. بمعنى اخر انه لا يتوقف فهم النص على معرفة ذلك العلم ، وانما
البحث في ذلك العلم لأجل منع التأويل التدقيقي الباطل. و من هنا فادعاء وجوب العلم
بقواعد الاصول لفهم النص فهما شرعيا و عليما امر لا واقعية له . بل ان الحقيقة ان
فقه النص لا يأتي من معرفة علم الاحتجاج و انما يأتي من سعة المعرفة بمنظومة نصوص
ذلك الفن، فالمختص الاكثر معرفة بتلك المنظومة يكون اقدر على الفهم الواقعي لنصوص
ذلك الفن ، و منه علم الشريعة وهذا من الواضحات . و لهذا فان من العقلائية و
العلمية الاكثار من قراءة القران و السنة مباشرة و من دون تدخل التفسيرات والشروح
غير المعصومة . و سبب الاختلاف ليس عدم معرفة علم الاحتجاج ومنه علم اصول الفقه، و انما سبب الاختلاف الجهل بمنظومة المعارف
النصية الحقة و سوء التوفيق .
الاثنين، 5 ديسمبر 2016
الأحد، 4 ديسمبر 2016
المتنية و السندية
من المعلوم ان الخلاف بين الاخبارية و الاصولية ليس في اعتماد الاخبار و لا العمل باصول الفقه ، فكلاهما
يعمل باصول الفقه والاخبار ، انما الخلاف الجوهري هو في طريقة التعامل مع الاخبار.
فالاخباري يهتم بالمتن ويتبع منهج التسليم
للروايات و عرضها على القران و السنة دون اهتمام
بالسند فيستفيد العلم من القرائن و لا
يكتفي بالظن ، اما الاصولي فيهتم بالسند و
يقدمه على المتن حيث يتبع منهج تقسيم الحديث الى اصناف حسب السند، و الاستعاضة
بذلك عن العرض و القرائن و يكتفي بالظن .و من هنا يمكن ان نصف المحدثين بالـ (
متنية ) و الاصوليين بالـ ( سندية ) . و
من الواضح و بمجرد خلع قيد التقليد والمدرسية ان الدارس سيعلم ان منهج ( المتنية )
هو الموافق للقران و السنة و سيرة الشيعة ، و ان ( السندية ) لا مستند واضح عليها و ليست
من سيرة الشيعة وانه شيء اخذ من مخالفيهم .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)